1 - أنه امتثال لأمر الله، وما سعد إنسان في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامر الله.
2- يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه. 3- يمنح القلب إشراقاً ونوراً يظهر في العين وعلى الجوارح، ولهذا ذكر الله آية النور "الله نور السموات والأرض مثل نوره … " (سورة النور آية 35 الآية) عقب الأمر بغض البصر.
4- أنه يورث القلب أنساً بالله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتت الفكر.
5- يورث الفراسة الصادقة " من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات، واعتاد الحلال لم تخطئ له فراسة ".
6- يورث القلب ثباتاً وشجاعة فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة، وفي الأثر: " إن الذي يخالف هواه، يفرق الشيطان من ظله ".
7- يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً.
8- يخلص القلب من أسر الشهوة كما قيل: " طليق برأي العين وهو أسير ".
9- يسد عنه باباً من أبواب الشيطان.
10- أنه يقوي عقله ويزيده ويثيبه.
وأعقل الناس من لم يرتكب سبباً*** حتى يفكـر مـا تجني عواقبه
11 يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن عشاق الصور كما قال الله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " (سورة الحجر آية 72)
12- - أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنه – لعنه الله – يدخل مع النظرة وينفذ إلى القلب.
13- يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها، فإن النظر يصرفه عن ذكر ربه قال الله تعالى: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً " (سورة الكهف آية 28 )
14- أنه مهر للحور العين " نساء الجنة "
15- إطلاق النظر يجعل القلب لا يتلذذ إلا بالمحرم.
ألم تر أن العين للقلب رائد***** فما تألف العينان فالقلب آلف
16- إطلاق النظر إجهاد للجسم والعينين:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً***** لقلبك يوماً أتعبتك المناظـر
رأيت الذي لا كله أنت قـادر ***** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
17- يوفق في طلب العلم كما قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ***** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلـم نـور ***** ونـور الله لا يؤتى لعاصي
18- وما أحسن قول الشاعر الذي عبر عن ذلك شعراً فقال
كل الحوادث مبـداهـا النظـر ***** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها***** فتك السهام بلا قـوس ولا وتر
والمـرء ما دام ذا عيـن يقلبهـا***** في أعين العين موقوف على الخطر
يسـر مقلتـه مـا ضـر مهجته***** لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
إن ما نراه الآن من ارتكاب للجرائم الفظيعة التي تقشعر منها الأبدان، ويندى من خزيها وخستها الجبين، والتي ما عرفناها – معشر المسلمين – على مدى التاريخ من قتل للأبناء والأزواج من أجل الحصول على الشهوة المحرمة إلا وكان السبب من وراء ذلك كله هذه النظرة المحرمة الشيطانية التي تتلوها خطوات الشيطان الذي أمرنا بمخالفته في قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" (سورة النور) فاحذروا عباد الله النظرة المحرمة. سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر ؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.
قال عمر – رضي الله عنه – " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيأوا للعرض الأكبر ". قال تعالى: "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" (سورة الحاقة آية 18)
ويقال إن إبليس – لعنه الله – يقول: قوسي القديم، وسهمي الذي لا يخطئ النظر. ومهما يكن من أمر، فما أشد خوفنا لو تذكرنا حق التذكر قول ربنا عن رقابته وإحاطته بنا قال تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" (سورة غافر آية 19) والعين الخائنة هي التي تنظر في تستر واستخفاء. وقد قيل: إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب شهوة وكفى بها فتنة. وقيل: لا يزني فرجك ما غضضت بصرك. وقيل: رب نظرة كانت بذرة لأخبث شجرة. مقتبس من كتاب فوائد غض البصر جمع وإعداد أبو حذيفة إبراهيم بن محمد بتصرف يسير